أزمة الطاقة .. هل فقدنا البوصلة!

أزمة الطاقة .. هل فقدنا البوصلة!

كل مرة نستبشر خيراً بحل ازمة الكهرباء ولكن نعود بعدها إلى اليقظة ويتفاقم الوضع سوءاً حيث لا تتجاوز ساعات التغذية في بعض المناطق 3 ساعات يومياً.
ولنكن واضحين بدون كهرباء لن يكون هناك اقلاع حقيقي لعجلة الانتاج وبدون الاقلاع لعجلة الانتاج لن يكون هناك انعكاس حقيقي على مستوى المعيشة وبدون تحسن مستوى المعيشة لن يكون هناك استقرار أو إعادة إعمار، هذه مسلمات بديهية!
من جهة اخرى ولنكن منصفين الامر خارج عن سيطرة الحكومة فأغلبية المحطات متهالكة وبحاجة مليارات الدولارات لإعادة تأهيلها والشبكة العامة سيئة جداً
ولنكن اكثر انصافاً الحلول التقليدية استنفذت تماما فلا صيانة دورية تجدي ولا إقامة محطات جديدة في ظل عجزنا عن تأمين المحروقات للمحطات القائمة سيجدي نفعا وهنا نكون ندور في حلقة مفرغة يلمسها كل مواطن في سورية.
إذا ما الحل وما هي الطرق غير التقليدية التي يمكن اللجوء إليها في ظل المعطيات السياسية والاقتصادية والدولية القائمة؟
الطاقة الشمسية أم طاقة الرياح ام الطاقة النووية السلمية ؟
وإذا كان ذلك من اين التمويل والتنفيذ و .. و.. و..؟
بداية من الطاقة الشمسية ومع التوسع المستمر لها في سورية والدعم الحكومي هل يمكن ان تحل المشكلة ؟؟؟ باعتقادي الجواب بالنفي الجزئي! فالعملية تمت بشكل منفرد غير منسق وغالبية الاسر السورية لا تستطيع تركيب الطاقة الشمسية نظراً لارتفاع تكاليفها وبالنسبة لفصل الشتاء فإن التقنيات الفردية للطاقة الشمسية غير ذي جدوى في تأمين التغذية الكهربائية لمدة 90 يوم على الاقل كما ان التقنيات الحالية مرتفعة التكاليف في حالة استمرار تخزين وتأمين الطاقة الكهربائية ليلا"؟
طاقة الرياح هل يمكن ان تكون الحل؟وفق دراسات سابقة شملت مختلف مناطق القطر حيث تم تحديد أهم المناطق التي تستثمر فيها العنفات   الريحية بشكل اقتصادي في سورية واعتبرت مناطق تدمر والقلمون وقطنة والقنيطرة من أهم المناطق في القطر التي يمكن استخدام طاقة الرياح فيها بشكل اقتصادي ولكن هل يمكن لطاقة الرياح ان تحل المشكلة أيضا باعتقادي الجواب بالنفي فطاقة الرياح يمكن ان تكون مكملا لعناصر الطاقة الاخرى لا مصدر رئيسي للطاقة في سورية. 
وجد البعض في الوسائل البديلة للكهرباء، من أمبيرات وبطاريات ومولدات، تعويضاً جيداً نوعاً ما لسدّ النقص الحاصل في الكهرباء، إذ لجأ الكثير من المواطنين وأصحاب المهن في ظلِّ انعدام شبه تام للكهرباء، وخصوصاً في السنتين الأخيرتين، إلى استخدام وسائل أخرى تعوّض نقص الكهرباء، لشدّة الحاجة إليها في الحياة اليومية والعملية. وكان الخيار الأول هو "الأمبيرات"، وانتشرت ظاهرة الأمبيرات بكثرة في حلب وجبلة وبعض أحياء دمشق، وبقي توزعها بين أصحاب المحال التجارية والمنازل متفرقاً وقليلاً في باقي المحافظات، بسبب عدم قدرة الموطنين على الاشتراك فيها ولكنها حل مؤقت مرتفع التكاليف ينقل تكاليفه مباشرة من التاجر او الحرفي إلى المستهلك النهائي.
اليوم الحل في سورية يتطلب الجرأة في تحديد المشكلة واتخاذ الخطوات فمثلا" يمكن طرح المحطات والشبكات لشركات صينية لإعادة تأهيلها واستثمارها لفترة مقابل اعطاء الحكومة جزء من الطاقة المتولدة وبرأي ستكون الطاقة المسلمة للحكومة في تلك الحالة اضعاف المنتج حاليا مع السماح ببيع دول الجوار وعلى التوازي يجب العمل إلى التوصل لتفاهم ثلاثي سوري عراقي ايراني لربط الشبكات الكهربائية والاستفادة من فائض الكهرباء الايراني على المدى القصير والمتوسط بشكل نصل خلال فترة عام مثلا" إلى تغذيه مستمرة عشر ساعات للمناطق الصناعية كافة وتقنين مقبول يضمن عشر ساعات كهربائية للمنازل والاسواق يوميا وعلى المدى البعيد يجب الاستفادة من مشاريع الدول الصديقة للاستخدام السلمي للطاقة النووية وأعتقد ان أي تصريح لمسؤول عن تحسن الكهرباء حاليا" لايستند إلى اية معطيات حقيقية والسيد الرئيس كان واضحا" في توصيف المشكلة خلال مقابلته الاخيرة وقبلها خلال زيارته مشاريع الكهرباء وعلى الحكومة ان تتلقف الرسالة وتباشر العمل لإيجاد الصيغ القانونية لطرح المحطات للإستثمار والتشغيل بشكل يخفف معاناة المواطنين بشكل فوري.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني