مدارس التعليم الافتراضي في سورية: خطوة لإعادة وصل ما انقطع مع أبناء الوطن في الخارج

مدارس التعليم الافتراضي في سورية: خطوة لإعادة وصل ما انقطع مع أبناء الوطن في الخارج

ولاء شرقاوي | المشهد

تخطو سوريا ككثير من بلدان العام نحو توسيع نطاق التعليم عن بعد أو ما يعرف بـ "التعليم الافتراضي"، الحاجة الفعلية لهذا النوع من التعليم على المستوى العالمي ظهرت مع انتشار وباء كورونا وما رافقه من تداعيات فرضت على الحكومات التوسع في التعليم عن بعد للحيلولة دون انقطاع الطلاب عن التعليم في ظل إجراءات الحجر الصحي التي اتخذت حينها.

في الحالة السورية تبدو الحاجة للتعليم الافتراضي ما قبل الجامعي أكثر إلحاحاً بعد حرب امتدت لأكثر من عقد، كان أحد أبرز تداعياتها موجات الهجرة التي حرمت آلاف الطلاب من إكمال تعليمهم وفق مناهج بلدهم الأم.

21 مدرسة مرخصة حتى الآن

طبعاً سورية عرفت التعليم الافتراضي، منذ العام 2002  مع صدور مرسوم احداث الجامعة الافتراضية السورية الحكومية، لكن التجربة بقيت محصورة في التعليم الجامعي وما بعد الجامعي لغاية العام 2021 الذي شهد افتتاح أول مدرسة افتراضية في سورية ومن قبل القطاع الخاص، ليصل عدد المدارس الافتراضية المرخصة حالياً -أي بعد عام من ذلك التاريخ- إلى 21 مدرسة حسبما كشف الدكتور ياسر نوح مدير المعلوماتية في وزارة التربية السورية، والذي بين في حديثه لـ "المشهد" أن التوجه للمدارس الافتراضية كان نتيجة حتمية للتطور الحاصل في المجال التعليمي عالمياً، ويهدف للوصول إلى رؤية الجمهورية العربية السورية بما يخص التحول الرقمي في التعليم.

نوح أشار إلى أن المدارس الـ 21 الحاصلة على ترخيص تتوزع في ست محافظات هي (دمشق-ريف دمشق-السويداء-القنيطرة-حمص-حماه)، ويتعلم  فيها نحو 6500 طالب يقطنون في دول عربية وأجنبية عدة.

بُعد تنموي

يؤشر هذا الإقبال من القطاع الخاص للاستثمار في التعليم الافتراضي، على تنامي الطلب على هذا النوع من التعليم، لكن الأمر له أبعاد أخرى غير اقتصادية، وفقاً للدكتور خالد كعكوش مدير مدرسة تركيز الافتراضية، والذي اعتبر في حديثه لـ "المشهد" أن المدارس الافتراضية سيكون لها دور حقيقي في إعادة بناء العلاقة بين التلاميذ والطلاب السوريين في الخارج مع وطنهم، من خلال تمكينهم من إكمال تعليمهم وفق المناهجه التعليمية السورية، لافتاً إلى أن اختيارهم الترخيص في محافظة القنيطرة يحمل رسالة تأكيد أن الجزء المحتل لن يبقى تحت الاحتلال، وأن إعادة الإعمار في سوريا تبدأ بالمنشآت التي تبني الإنسان، وأضاف: "قمنا بتحويل مبنى مدمر بسبب الحرب إلى منشأة تعليمية بأفضل التقنيات والوسائل على مستوى العالم.

وحول الشروط التي تضعها وزارة التربية للحصول على الترخيص أوضح مدير مدرسة تركيز الافتراضية أن هناك شروطاً عدة منها ما يتعلق بالبناء والجانب التقني والتجهيزات الواجب توفرها فيها، ومنها تأمين موقع الكتروني كمنصة تعليمية متقدمة تلبي الحاجات الفعلية للطلبة وتكون قابلة للتوسع.

صعوبات لوجستية:

 أما عن الصعوبات التي واجهتهم، فبين أنها اقتصرت في مرحلة التأسيس على تأمين التجهيزات التقنية في ظل الحصار المفروض على سورية، وأضاف: "تمكنا من تأمين موردين بديلين للطاقة الكهربائية لتوفيرها بشكل دائم، وأمنت المدرسة جهاز حاسوب محمول لكل شعبة من الشعب الصفية بما يعادل خمسة عشر حاسوباً على الأقل جميعها مزودة بكاميرات وسماعات عالية الحساسية بالإضافة لعدة شاشات تفاعلية يتم التدريس على المنصة من خلالها بشكل تفاعلي، حيث تصور جميع الدروس أثناء الإعطاء وتخزن في المكتبة الالكترونية الموجودة ضمن الموقع الالكتروني للمدرسة. 

مماثل للتعليم التقليدي

تسعى وزارة التربية من خلال المدارس الافتراضية المرخصة - حسب مدير المعلوماتية في الوزارة- إلى خلق بيئة تعليم افتراضي مماثلة للتعليم الحقيقي من حيث الأنظمة والقوانين والمعايير والمناهج التي تحكم المدارس الخاصة السورية مع مراعاة الواقع الافتراضي"، لافتاً إلى أن المدارس الافتراضية تقدم خدمات التعليم للطلاب في جميع المراحل من الصف الأول وحتى الصف الثالث الثانوي خارج أراضي سوريا، إضافة للطلاب الموجودين على أراضيها ممن لديهم حالات خاصة (ذوي الاحتياجات وغيرهم) مشروطين بموافقة الوزارة، حيث يتم التدريس افتراضياً بنظام تعليم تزامني وفق المناهج السورية، وتنفذ الاختبارات والامتحانات الفصلية والنهائية للمراحل الانتقالية عن بعد، بحيث تكون جميع الوثائق التي تمنحها هذه المدارس معترف بها.


يذكر أن التعلم الرقمي كان أحد النقاط التي شملتها قمة التحول في التعليم التي شاركت فيها سورية بأيلول الماضي في نيويورك من خلال ورقة عمل حملت عنوان (تطوير التعلم التحويلي في ظل الحروب والكوارث.. التربية والتعليم في الجمهورية العربية السورية مثالاً).

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر