في لقائه الأخير.. "الراسي" للمشهد: سورية ولبنان من صدّر الفن للوطن العربي، الفن الأصيل لا يموت، والفن الحقيقي وليد الحزن والمعاناة

في لقائه الأخير.. "الراسي" للمشهد: سورية ولبنان من صدّر الفن للوطن العربي، الفن الأصيل لا يموت، والفن الحقيقي وليد الحزن والمعاناة

متابعات - حسن يوسف فخور 

 

اختتمَ الفنان اللبناني الراحل "جورج الراسي" حياتَهُ بحفلٍ في أحد مطاعمَ دمشق سبقَهُ لقاءٌ مع "المشهد" في حوارٍ أجرته الزميلة "حلا معزو"، أفصح فيه الراحل عن محبته لدمشق وشوقهِ للقاء جمهوره السوري.

 

أما عن قلةِ ظهوره الإعلامي أوضحَ الراحل أن ذلك لا يؤثر على اسمه بالنسبة لجمهوره، بل بالنسبة للأجيال الجديدة التي لا تعرفه والتي تمضي حياتها على "السوشال ميديا" التي أكد أنه بعيدٌ عنها، وأوضح أنه يعمل على تواجده الآن ضمن هذه المواقع؛ مؤكداً أن الفن الحقيقي لا يموت.

 

وتحدث الراحل عن الحال الذي وصل إليه الوسط الفني عموماً مؤكداً أنه غير مخوّل لتقييمه؛ منوهاً أن الفن الجميل ما زال قائماً حتى اليوم إلا أن المشكلة تكمن في طريقة التقديم والمكان الذي وصل إليه الفن في المنطقة؛ معرباً عن أسفه لأن الواقع اعترض أمنياتَهُ؛ مؤكداً أن سورية ولبنان صدّرت عمالقة الفن الأصيل إلى الوطن العربي؛ مستذكراً الفترات التي كان يأتي الفنان العربي إلى لبنان كي يأخذَ نصيبه من الشهرة.

 

وعن أساس نجاح أغانيه أكد الراحل اختياره للكلمات واللحن الجميلين؛ منوهاً أن التوزيع الموسيقي يلعبُ دوراً مهماً في الأنماط المعاصرة للأغنية، ووضح من خلال كاميرا "المشهد" مقصده من تصريحٍ سابق وصف فيه ما يعرف بالغناء الشعبي بأنه "نوري"؛ مؤكداً أن الفن النوري هو فن كبير، وأنَّ الحفلة النورية تحييها أصوات جميلة جداً تغني بطبقات عالية تكاد تكون صريخاً، هذا هو الفن النوري وليس الفن الذي تربينا عليه؛ مؤكداً أنه لا يقل أهميةً عن الفن العربي الآن لكنه لا يشبهه؛ وفق تعبيره.

 

وعلقّ الراحل على استخدام البعض لعبارات خارج سياق الآداب العامة بأنَّ كل مغنٍ حر بما يقدمه وليس له الحق كفنان في إبداء رأيه، أما كمستمع فأكد أنه لا يستطيع الاستماع لهذا النمط من الأغاني؛ منوهاً أن مثل هذه الكلمات لها أماكنها الخاصة حيث يكون المستمع سكراناً؛ لا يستطيع استيعاب ما يقوله المغني، لكن هذا ليس قاعدة أساسية للفن؛ هذا شيءٌ آخر على حد قوله؛ مؤكداً أننا شعب تشرّب الفن، وعانى ويلاتِ الحروب التي خلق منها الفن؛ مؤكداً أن الفن الحقيقي وليد الحزن والمعاناة، وأن من لا يملك الحزن لا يملك الفن.

 

وختمَ حديثه بأنه شخص تلقائي؛ مؤكداً أنه لا يسعى لأن يحبه الناس، بل يتصرف على طبيعته؛ مؤكداً أن الفنان شخص عادي في النهاية وليس من الضروري أن يحبه الجميع.

 

الجدير بالذكر أن الراحل "جورج الراسي" من عائلة فنية، بدأ الغناء بعمر الثلاثة عشر عاماً وله العديد من الألبومات الغنائية والفيديو كليب، وتدرب على يد الملحنَين "محمد جمال عنبر" و"شاكر الموجي".

تزوج من عارضة الأزياء اللبنانية البرازيلية "جويل حاتم" ورُزق منها بطفله "جوي" وانفصلا بعد سنةٍ واحدةٍ، تعرض "الراسي" لمحاولة اغتيال عام ٢٠١٦، وتوفي فجر اليوم أثناء عودته من سورية إلى بلده لبنان؛ نتيجة اصطدام سيارته بمنصف على طريق المصنع عن عمر ناهز ٣٩ عاماً.

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر