اضحك ثم .... اضحك...!!

اضحك ثم .... اضحك...!!

يوسف أحمد سعد

على غير عادة أو ميعاد اجتاحتني موجة بل تسونامي من الضحك وأنا اتابع بشكل متقطع ندوة حوارية على الفضائية السورية حول مشروع قانون تعزيز النزاهة الذي ينص على قيام المسؤولين بالإفصاح عن ملائتهم المالية كل خمس سنوات لتقوم لجنة "تتمتع بالاستقلالية" بتقييم هذه البيانات.
ضحكت أولاً لأنني أصبحت أخشى على الشعب من هذا القانون، وسوف أشرح ذلك بطريقة رياضية وبعلم الرياضيات أيضاً، فمن خلال عملية حسابية نكتشف أن مجموع الثروات السورية ومجموع ناتج النشاطات الاقتصادية والإيرادات السورية تكفي لأن يعيش جميع المواطنين بحالة جيدة وبمستوى لائق من جودة الحياة، ولكن ذلك لم يتحقق بسبب ما نعتقده فساداً في الحكومة ولدى المسؤولين والمتصدين للشأن العام، وسوف تصدر تلك اللجنة التي "تتمتع بالاستقلالية" بياناتها المبنية على تقصياتها أن ثروات المسؤولين التي أفصح عنها لم تزداد خلال توليهم مهامهم بل ربما تنقص بسبب انشغالهم بخدمة الوطن، وسوف يكون لدى هؤلاء المسؤولين شهادة حسن سلوك وشهادة براءة ذمة وربما شهادة فقر حال رسمية، وهنا الطامة الكبرى وهنا التساؤل المحرج لنا نحن معشر المواطنين، فالمسؤولون بريئون وها هي بياناتهم المالية نظيفة، إذاً أين تذهب الأموال ؟

طبعاً سوف نكون في غاية الإحراج ولا بد لنا أن نعترف صاغرين أننا نحن الشعب من يسرق الأموال وإننا نحن من يتسبب بالأزمات المعيشية، وعلينا تقديم الاعتذار من المسؤولين لحماقتنا وسوء ظننا الذي قد يدخلنا النار بسبب دعاء "مظلوم" منهم يوم لا شفيع لنا.

ضحكت ثانياً أن تلك اللجنة الموعودة "شديدة الاستقلالية" لا تعلم أن المسؤولين في بلدان العالم الثالث لا يضعون الأموال بأسمائهم ولا يودعونها أصلاً في البنوك المحلية، وأنهم يعشقون تحويلها إلى البنوك الخارجية صاحبة السرية المصرفية وإنهم يعشقون المقتنيات الثمينة من الذهب والألماس واللوحات الشهيرة وإن ذلك سوف يكون خارج بياناتهم الشفافة.

ضحكت ثالثاً  لراحة ضمير الدولة عندما تعتقد أن موظفيها المرموقين لا يسرقون خزينته ا،في حين أن شركاء موظفيها من رجال الأموال يسرقون ما في جيوب الناس ويحتكرون كل تجارة ونشاط اقتصادي رابح ويفرضون شروطهم على حساب إمكانات الناس ومصالح أسرهم، عدا عن ذلك يعلم الجميع كيف أن هؤلاء المدللين "غير الفاسدين" يشترون الدولار من المصرف المركزي بحوالي نصف قيمته الفعلية بذريعة تغطية الاستيراد، ثم يمثلون مسرحيات دعم الليرة،
ضحكت رابعاً كيف أننا نتقصى ثبوت غياب الشمس في منتصف الليل،
أخيراً ضحكت، وضحكت لأنني أكتب.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر