المستثمرون لا زالوا في حيرة حول تقييم ارامكو:  أكثر أو أقل بمليار دولار؟

المستثمرون لا زالوا في حيرة حول تقييم ارامكو: أكثر أو أقل بمليار دولار؟

المشهد - أخبار اقتصادية
مازال الإدراج الضخم لشركة «أرامكو السعودية» يكتنفه الغموض، بعد يوم واحد من إعلان الشركة أخيرا عن خططها، حيث لم تفصح إلا عن تفاصيل ضئيلة للغاية، في حين تتباين تقديرات الخبراء لقيمتها بشدة من حوالي 1.2 إلى 2.3 تريليون دولار. وأطلقت «أرامكو»، الشركة الأعلى ربحية في العالم، الخطوة الأولى في طرح عام أولي محلي أمس الأول، بعد مسلسل طويل من البدايات الكاذبة أثارت حيرة عالم الاستثمار.
لكن المستثمرين المحتملين، القلقين بالفعل من الهجوم على منشأتين للشركة في سبتمبر/أيلول الماضي، لم يحصلوا على تفاصيل رئيسية عادة ما تكون متضمنة في مثل «إفصاحات نية الطرح» هذه – مثل حجم الحصة التي ستبيعها الشركة وتوقيت البيع.
ويعكف مديرو الصناديق على أبحاث البنوك بشأن الشركة المعروفة بالسرية، لكنهم لم يتلقوا إلا أقل القليل حتى من محللي البنوك الكبرى في وول ستريت التي تضطلع بأدوار في طرح «أرامكو» في بورصة الرياض، حسبما قالته خمسة مصادر مُطَّلِعة.
وسبق لولي العهد السعودي  محمد بن سلمان، ان توقع ان يصل تقييم «أرامكو» إلى تريليوني دولار، في نطاق سعيه لجمع مليارات الدولارات من الطرح الأولي للشركة لتنويع موارد اقتصاد المملكة وتقليص اعتماده على النفط من خلال الاستثمار في قطاعات غير الطاقة.
ويقترب هذا الرقم من ضعف قيمة «مايكروسوفت»، الشركة الأعلى قيمة بين الشركات المُدرجة حاليا على مستوى العالم، وسبعة أمثال قيمة «إكسون موبيل»، الأعلى قيمة بين شركات النفط العالمية الكبرى المدرجة. واجتمع محللو البنوك التي تعمل على الصفقة مع إدارة «أرامكو» في الظهران على مدار الشهر المنقضي للحصول على مزيد من المعلومات عن الشركة، لكن تقييماتهم للشركة مازالت متفاوتة بنحو تريليون دولار. وقال مديرا صندوقين اطلعا على التقارير البحثية ان «بنك أوف أمِريكا ميريل لينش» يقدر التقييم المحتمل للشركة بين 1.2 و2.3 تريليون دولار، بينما يدور تقييم «المجموعة المالية هيرميس» بين 1.55 و2.1 تريليون دولار.


وقال مصدران منفصلان ان بنك «غولدمان ساكس»، وهو أحد البنوك المُنَسِّقة للطرح الأولي، قدر قيمة «أرامكو» بين 1.6 و2.3 تريليون دولار، بينما تعطي أبحاث بنك «كريدي سويس» نطاقا واسعا مماثلا.
وقال مصدر مطلع على الصفقة إن هناك عاملا رئيسيا وراء هذا التفاوت الواسع للتقييمات يتمثل في الاختلاف بين المحللين بخصوص اتجاه أسعار النفط في المستقبل.
ولم يتسن حتى الآن الحصول على تعليق من البنوك.
وقالت مصادر ذات إطِّلاع ان «أرامكو» قد تطرح ما بين واحد وإثنين في المئة من أسهمها، لتجمع ما بين 20 و40 مليار دولار. وستتفوق الصفقة بأكثر من 25 مليار دولار على الرقم القياسي الذي حققته شركة «علي بابا» الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية في 2014.
وقال ياسر الرُمِيّان، رئيس مجلس إدارة الشركة، ان قرارا بشأن الإدراج الدولي للشركة سيُتخذ في المستقبل، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا أو مكانا. قامت «أرامكو» بتقديم مزيد من المعلومات المالية للمستثمرين المحتملين، بما في ذلك تفاصيل النتائج المالية لتسعة أشهر، التي أظهرت هبوط صافي ربح الشركة إلى 68.2 مليار دولار في نهاية سبتمبر/أيلول، من 83.1 مليار دولار قبل عام.
ولم تذكر الشركة سببا لتراجع الأرباح، لكن هذا الانخفاض يرجع على الأرجح لهبوط أسعار النفط مقارنة مع 2018.
وفي 2016، حينما سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 13 عاما، بلغ صافي ربح «أرامكو» 13 مليار دولار فقط، حسب نشرة إصدار سندات للشركة هذا العام، مقارنة مع 111 مليار دولار في 2018. وبلغ صافي ربحها في الربع الثالث من 2019 نحو 21.1 مليار دولار، وفقا لحسابات رويترز، بينما حققت «إكسون موبيل» ربحا أعلى قليلا فحسب من ثلاثة مليارات دولار في الفترة نفسها.
وقالت «أرامكو» ان هجوم 14 سبتمبر أيلول، الذي استهدف قلب صناعة النفط في المملكة وتسبب بادئ الأمر في توقف نصف إنتاجها من الخام، لن يكون له أثر جوهري على أنشطتها أو عملياتها أو مركزها المالي.
ورغم ذلك، أظهر الهجوم المخاطر السياسية المحتملة المرتبطة بالشركة المملوكة للدولة. واتهمت السعودية غريمتها الإقليمية إيران بأنها تقف وراء الهجوم، وهو ما تنفيه طهران.
وقال مصدر مُطَّلعِ إن الجولة الترويجية لـ»أرامكو»، حيث يتحدث محللون من البنوك التي تعمل على الطرح الأولي إلى المستثمرين، بدأت في الشرق الأوسط أمس الأول وتستمر لمدة أسبوعين، مضيفا أن 26 أو 27 محللا سيشاركون في أنحاء شتى من العالم في أوقات متنوعة.
وتابع المصدر أن الجولات الترويجية ستتضمن مشاركة الإدارة العليا للشركة بعد اجتماعات المحللين والمستثمرين، مضيفا أن التسعير سيعلن على الأرجح في 28 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال مصدر آخر مُطَّلِع ان من بين الأماكن الأخرى التي ستشهد جولات ترويجية اليابان والصين، إضافة إلى الأماكن المعتادة مثل لندن ونيويورك وبوسطن وهونج كونج وسنغافورة.

لم تقرر «ليغال آند جنرال»، وهي من أكبر الشركات البريطانية لإدارة الأصول، بعد ما إذا كانت ستستثمر في «أرامكو»، حسبما أبلغت رئيستها التنفيذية سونيا لود قمة رويترز لآفاق الاستثمار العالمي أمس، حيث قالت ان هناك قلقا إزاء َحوكَمة الشركة.
وقالت مصادر في وقت سابق إن العلاقة الوثيقة بين ولي العهد ورئيس مجلس الإدارة الجديد الرُمِيّان، الذي يرأس أيضا «صندوق الاستثمارات العامة» السيادي، تشكل مبعث قلق بشأن الحَوكمة لبعض المستثمرين. وقدر محللون في «برنشتاين» للأبحاث «نطاق تقييم عادلا» للشركة السعودية العملاقة بين 1.2 و1.5 تريليون دولار.
لكن هناك محللون آخرون كانوا أكثر تحفظا. فقد قال أنيش كاباديا، رئيس «بوليسي أدفيزورز» لاستشارات النفط والتعدين في لندن، ان القيمة الأقرب للمنطق تحوم حول تريليون دولار. وتابع «نعتقد أن تقييما طموحا عند تريليوني دولار هو مبالغ فيه للغاية من حيث العوامل الأساسية».

المصدر: رويترز
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني