الليرة المسكينة، والحكومة المسكونة!
بغض النظر عن صواب التوجھ, فقد أفھمتنا حكوماتنا من نعومة أظافرنا أن اللیرة ھي أحد الرموز السیادیة, وأن كرامة الوطن من كرامة اللیرة,
بغض النظر عن صواب التوجھ, فقد أفھمتنا حكوماتنا من نعومة أظافرنا أن اللیرة ھي أحد الرموز السیادیة, وأن كرامة الوطن من كرامة اللیرة,
رغم تنعُّم كل وزير سوري بعدد سخي وقياسي على المستوى العالمي من المعاونين وربما النواب, فإنك تشعر بالشفقة عليه عندما تدخل مكتبه وتعتريك الدهشة من حجم البريد اليومي المكدس أمامه, وتعجب كيف له أن يفكر في استراتيجيات عمل الوزارة ضمن هذا الكم الهائل من الأوراق التي تتوافد على مكتبه زرافات وفرادا على مدار الساعة.
أثبتت التجارب أنني كمواطن سوري من أكثر مخلوقات الله تقبلاً للتعلم وللتكوين, وربما للترويض. فقد تقبلت فكرة التأميم بشغف وحماسة في منتصف القرن البائد وأنا أطالب الآن بالخصخصة بذات الشغف والحماسة, كذلك قبلت بين خيارين لا ثالث لهما إما القبول بقطاع عام خاسر أو قطاع خاص طفيلي غير تنموي ينمو بين حاجات المواطنين وقصور القطاع العام.
في مطلع الستينات توجه صحافي حصيف إلى أوناسيس طالباً منه أن يقص عليه حكاية المليون الأول، أجابه أوناسيس: "سل ما شئت, ودعك من المليون الأول." هذا إن المغفور له أوناسيس يخجل من المليون الأول ومن المليون الأول فقط, ولكنه في المقابل يتفاخر بالملايين التالية التي جمعها من خلال الأعمال والأنشطة المشروعة.
لا تكفُّ هذه الحكومة كما أسلافها عن إحراجي حتى أكاد أشعر أنني جاحد وناكر للجميل.