دراما رمضان تحقق كل ما عجز عنه أعداء سورية

دراما رمضان تحقق كل ما عجز عنه أعداء سورية

كأن التاريخ يكرر نفسه فقبل عشرين عاما بدأت سلسلة باب الحارة وما تلقته من انتقادات لجهة تشويه صورة المجتمع السوري في حقب تاريخية معينة والبعض وصل الى اتهام العمل بأنه ضمن سياق تحضير المجتمع للأزمة ولن نخوض في التفصيل ولكن العمل لم يحمل الاساءات التي تحملها اعمال اليوم فهو بالغ في وصف حالة التزمت والتعصب وهي لم تكن كذلك قطعا
اليوم هذه المسلسلات "تصّور بلدنا على أنها غابة تعج فيها الفوضى والفساد"، وهذا التصوير غير صحيح بالمطلق، لأن النقد الصحيح لا يعني الاساءة لمؤسسات الدولة ولفئات معينة .
مسلسل كسر عضم في جزئه الثاني تجاوز كل الخطوط الحمراء في الاساءات ولن نسرد ولكن سنطرح عدة مشاهد استوقفتنا :
المشهد الافظع قيام الممثل كرم الشعراني بقتل الطفل بين يدي والده في صورة لم يقدمها لنا أي فلم رعب عبر التاريخ والاسئلة هنا فيما يتعلق بالمشهد:
ما هي الفائدة الدرامية التي خدم بها المشهد العمل؟
عبر التاريخ سجل هكذا  مشهد فقط لكيان الاحتلال الاسرائيلي عند قتل الطفل محمد الدرة أما ان يعرض في مسلسل سوري على شاشة وطنية سورية مشهد في غرفة توقيف منسوبة لأجهزة الامن السورية ويستدل عليها من الاعلام والصور قيام عنصر بقتل طفل بين يدي والده المفترض انه مسؤول سابق ويقدمه العمل انه نظيف ومحبوب في منطقته وبحضور رئيس الجهاز رشيد عساف وامام العناصر هو تجاوز سافر لكل الخطوط الحمر وإساءة ما بعدها إساءة لجهاز قدم الاف الشهداء خلال الازمة ونحن لا نقول انه لا توجد تجاوزات ولكن لا المعارضة ولا الكيان الصهيوني ولا حتى أي جهة طرحت هكذا موضوع فلماذا محاولة الشيطنة والاساءة !
المشهد الثاني قيام الضابط الامني بعقد صفقة مع موقوفين بجرم تجارة المخدرات واعطائهم السلاح ومداهمة المنزل ومن ثم تصوير العمل كأنه عمل ارهابي أيضا كأن الكاتب يقول لنا ان ادعاءات الغرب بأننا نستخدم الموقوفين الخطرين صحيحة وهنا الاساءة الثانية للجهاز!
المشهد الثالث اظهار فتاتين تتحدثان بلهجة منطقة معينة تظهر ملامح غباء شديد على احداهما كونها قادمة من منطقتها للتو وصديقتها تهيئها للعمل بنشاط لا اخلاقي ما هي الرسالة التي اراد مخرج العمل إيصالها لنا في المشهد ولماذا الاصرار على توجيه اساءات طائفية مبطنة في بعض الاعمال؟
باختصار شديد العمل مشبوه جدا حتى يقدم الكاتب والمخرج اجابات للأسئلة اعلاه وهنا نتساءل اين الرقابة واين السيد وزير الاعلام والسيد وزير الاوقاف مما يجري على الشاشات من تشويه لصورة الاجهزة الامنية والمجتمع السوري ككل واذكاء الروح الطائفية؟
في السنوات الاخيرة لاحظنا كثرة المسلسلات التي تدور في فلك الانحلال الاخلاقي للأسر السورية كمسلسل صرخة روح والمسلسلات التي تدور في فلك شيطنة الدولة السورية والمجتمع واظهاره كهيئة غابة لا قانون فيها.
كيف سنقول لأبنائنا توقفوا عن الهجرة تجاه المجتمع الذي ينغرس في أذهانهم جراء تلك المسلسلات اللاواقعية واللاأخلاقية؟

انا كمواطن سوري حالي حال كثيرين نطالب بإيقاف عرض العمل فورا واتخاذ الاجراءات القانونية بحق القائمين عليه بتهمة الاساءة للمجتمع السوري وتشويه صورة ادارات الدولة والتعرض لفئات مجتمعية معينة ومنع عرض هكذا اعمال في المستقبل.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني