فيلم الطريق لعبد اللطيف عبد الحميد: المعلم الصالح يضعك على " الطريق "

فيلم الطريق لعبد اللطيف عبد الحميد: المعلم الصالح يضعك على " الطريق "

ولاء شرقاوي | المشهد

بلقطة تأسيسية عامة توضح عنوان الفيلم وزمانه، يضعنا عبد اللطيف عبد الحميد على اول "الطريق" لنسير مع كاميراه في البيئة الريفية التي انحاز لها في اغلب أفلامه، بلغة سينمائية لا تقل سحراً عن جمال الطبيعة في المكان المختار لتصوير مشاهده في احدى قرى الساحل السوري.

الفيلم الذي نال مؤخراً جائزة أفضل سيناريو في مهرجان قرطاج بتونس، يستلهم حكايته من قصة المخترع توماس اديسون الذي قررت والدته تعليمه بالمنزل بعد ان رفضته المدرسة لغبائه، لكن من يتولى هذه المهمة في الفيلم الجد "صالح" الذي قرر أن يرسم لحفيده الذي يحمل اسمه طريقاً اخر غير ذلك الذي حكم عليه به اساتذته ومدير مدرسته " الفارابي".

رسائل تربوية:

أن تجلس على الطريق وتراقب المارة وتدون كل ما تراه، هذه ليست فقط إشارة البدء بالخطة التعليمية التي رسمها الجد "صالح" المدرس المتقاعد من الجامعة، إنما هي الخطوة الأولى لتنمية احدى مراحل التفكير انها الملاحظة الواعية لكل ما يجري حولك، لتبدأ الأسئلة بالتدفق نتيجة الفضول لفهم الحياة واسبابها وغاياتها، وهنا يأتي دور الجد صالح بالتصويب والتوجيه اجتماعياً وتعليمياً.

فلسفة الطريق في رمزيتها للحياة التي نسيرها ونكتب فصولها، لابد لها من أن تتطور ليتبلور الوعي، لذلك كان لابد من معلم يلهم ويرشد، هنا بدأ الجد ببناء مدرسة خاصة لصالح الحفيد في إشارة نقدية وتربوية واضحة الى عدم تمكن النظام التعليمي التقليدي على تلبية جميع حاجات الطلاب المعرفية ومراعاة فروقاتهم الفردية، فالجد بما يمتلكه من علم وحكمة مؤمن بابن ابنه الذي يعيش عنده رفضاً لبقائه مع أسرته بعد وفاة أمه وزواج أبيه.

دروس تعليمية وحياتية

أن تبدأ درس الفيزياء بحديث عن الصرصور، أو أن تبدأ حصة الرياضيات بماذا تعلمت منها، يعني أن تتعلم لماذا تدرس؟ وكيف توظف علمك بالحياة؟ فالطريقة الجديدة والأساتذة الذين اختارهم الجد "صالح" لتعليم حفيده ابتكروا أدوات وطرائق جديدة أكثر جذباً وأيسر فهماً للمعلومة، ولا تخلوا هذه الطريقة من دمج المعارف العلمية مع المهارات الحياتية، فبدا الفيلم في كليته دروساً في تنمية الذات وتطويرها، فالحوارات لا تخلو من معلومة أو حكمة أو بيت شعر، الا أن الفن بأنواعه المتعددة من رسم وعزف وغناء وغيرها كان غائباً عن مناهج صالح الدراسية كما هو حاله فترة الثمانينيات الزمن الذي اختاره عبد اللطيف عبد الحميد لفيلمه، فما كان من الحفيد الا أن يطلب من معلمه الجد درساً في الموسيقا بعد أن وقع في حب زميلته السابقة في المدرسة وابنة قريته الوادعة" الهام" ، ليبدأ هنا الحفيد بتعلم درس جديد لم يكن مقرراً في أي منهاج.

دورة الحياة

الفيلم الذي نال أيضاً جائزة الجمهور وأفضل ممثل لـ "موفق الأحمد"، تناوب ايقاعه في الطرق على قلوب مشاهديه بالضحكات تارة والدمعات تارة أخرى، ومع أنه اتكأ على صوت الأحمد الرخيم في التعليق وسرد خواتيم الحكاية، بنجاح صالح الطالب وسفره في منحة جامعية لدراسة طب الاعصاب، أبى أن يسدل ستارة النهاية، الا بخاتمة كلاسيكية تكمل فيها الحياة دورتها ويبدأ فيه صالح الطبيب طريقاً جديداً ولكن هذه المرة مع حبيبته الهام.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر